ثورة الممرضات على روبى وفيلم " الحرامى والعبيط " " بيتشطروا على البطلة "


يبدو أن الهجمات المتتالية على الثقافة المصرية لا تتمثل فقط فى تعيين وزير ثقافة لا يحظى بقبول من جموع المثقفين المصريين والعرب، بل وصلت الهجمات أيضا إلى حد الهجوم المباشر على الأفلام التى تعرض فى دور العرض والسينمات بحجج مختلفة، حيث اختلق العاملون بنقابة التمريض أزمة حول فيلم "الحرامى والعبيط"، وطالبوا بمنعه ورفعه من دور العرض وقدموا ضده العديد من البلاغات بتهمة الإساءة لمهنة التمريض.

وتدور أحداث الفيلم تجسد روبى داخل أحداث الفيلم دور ممرضة، تقع فى حب بلطجى المنطقة، لكنها لم تسلمه نفسها إلا من خلال الزواج وبالفعل يوافقان على الزواج، ولكن يمرا بالعديد من المواقف، لنكتشف أنها كانت تدخر أموالا لتجهيز نفسها للزواج دون الاعتماد عليه وبتوالى الأحداث تقع ناهد تجسدها "روبى" فريسة فى أيدى تاجر أعضاء بشرية يحاول إقناعها بأن تحضر له شخصا مختلا عقليا يجسده "خالد صالح" ليأخذوا منه أعضاءه البشرية، فتبيع حبيبها لهم، ولكنه يكتشف مؤامرتها معهم فيسلمها لهم لكى يأخذوا أعضاءها بدلا من الشخص المختل.


ورغم أن الشخصية التى قدمتها روبى لا تسىء من قريب أو بعيد لمهنة التمريض، خصوصا وأن هناك العديد من القضايا التى تم اكتشافها واشترك فيها أطباء وليس ممرضات فقط، والدراما تقوم على انتقاء نموذج لا يعبر بالضرورة عن المهنة بأكملها فكل مهنة بها النماذج السيئة والجيدة.
والمفارقة أن روبى لم تجسد دور ممرضة "لعوب" بأحداث الفيلم، إلا أن ممارسى مهنة التمريض اعتبروا أن طريقة ناهد أو روبى فى الحديث باعتبارها شخصية بنت بلد وكونها ممرضة باعت ضميرها وتاجرت بأعضاء بشرية يسىء لمهنتهم دفعهم لاتهام روبى بأنها تشوه صورة الممرضات.
العاملون بنقابة التمريض يواصلون ضغطهم من أجل رفع الفيلم من دور العرض، وهو الأمر الذى يعرض الفن المصرى لضربة قاسمة فى حالة الاستجابة لهم، فمن الطبيعى أن تكون النماذج البشرية متنوعة منها الطيب ومنها الشرير ومنها السوى، وآخر غير سوى وهى سنة طبيعية فى الحياة.
ومن جانبه أكد منتج الفيلم أحمد السبكى أن الفيلم لا يسىء لمهنة التمريض لكنه يعرض نماذج من واقع الحياة ويناقشها عن طريق الدراما.
والمعروف أن واقعة "الحرامى والعبيط" ليست الأولى من نوعها، حيث تعرض فيلم الأفوكاتو لعادل إمام والذى عرض فى عام 1983 تعرض لهجوم شرس من قبل المحامين لمجرد تجسيد إمام لدور محام غير سوى فاعتبروا هذا الدور إساءة للمحاماة، وكذلك إهانة للقضاة، أيضا تعرض الفنان الراحل أحمد ذكى لهجوم كبير بسبب فيلمه "البيه البواب" واعتبر البعض أن الفيلم إهانة لشريحة البوابين لكون ذكى فى أحداث الفيلم بواب وصولى.
"الحرامى والعبيط" لا يواجه أزمات وهجمات من قبل الممرضات فقط، بل أيضا طالب المجلس القومى لشئون الإعاقة بوقف عرض الفيلم واعتزموا رفع دعوى قضائية لوقفه بسبب تشويه الفيلم لصورة المعاقين، رغم أن المشاهد للفيلم يكتشف أن الفيلم يخلو من أى معاقين.
هجوم الممرضات على الفيلم ومطالبهم بوقف عرض الفيلم يعد أمرا لا محل له من الإعراب وغير مفهوم، فالأولى بممارسى هذه المهنة الالتفات للمشاكل والكوارث التى يواجهونها.