كتب ــ وليد أبو السعود:
«الفنان الذى لا يغامر لا يستحق هذا اللقب».. هكذا بدأت الفنانة درة حديثها عن مغامرتها بقبول تجسيد دور البطولة فى مسلسل السيرة الذاتية «صديق العمر»، والذى تجسد فيه دور الفنانة الراحلة برلنتي عبدالحميد، وقالت: «لو كان البعض يخاف من هذا فهى ليست قاعدة ونجوم كبار فى مصر والعالم قدموا هذه النوعية من الاعمال ونجحت جدا، ومنهم احمد زكى الذى جسد دور جمال عبدالناصر والسادات.
واضافت انها بطبيعتها تهوى تغيير جلدها، وتعتمد على التنوع فى الشخصيات التى تقدمها طوال مشوارها.
وعن ترشيحها لدور الفنانة الراحلة برلنتى عبدالحميد قالت درة انها لم تكن تتوقع ترشيحها لهذا الدور، ولم تكن تعرف عنها معلومات كثيرة وقت الترشيح سوى انها فنانة معروفة فى الستينيات والسبعينيات تزوجها المشير عبدالحكيم عامر، ولكنها قد تحمست جدا للدور بمجرد ان قرأت السيناريو.
وعن الصعوبات التى واجهتها أثناء استعدادها لتقمص الشخصية قالت إن مشكلتها كانت مع قلة ظهور الفنانة الراحلة فى الاعلام، وندرة المعلومات عنها واعتمدت على بعض الكتب التى تطرقت لسيرتها الذاتية، ومنها كتاب «أنا والمشير» المأخوذ عن الحلقات التليفزيونية التى سجلتها مع الإعلامى عمرو الليثى.
وأكدت ان المسلسل سيتناول بشكل اساسى علاقة المشير عبدالحكيم عامر وزير الدفاع والرجل الثانى فى مصر آنذاك، بالزعيم جمال عبدالناصر، وقصة صداقتهما الطويلة، وكيف انتهت نهاية مأساوية، مشيرة إلى حضور «برلنتى عبدالحميد» كزوجة للمشير، ورفض عبدالناصر لهذه الزيجة والكثيرين ممن كانوا يحيطون بعامر، ولكنه تمسك بها.
وعن اهم الملامح والمعلومات التى عرفتها عن برلنتى قالت درة انها ستكشف عن تفاصيل هذه الفنانة التى يراها الكثيرون مجرد وجه جميل على الشاشة، وفى سياق العمل سيتضح الوجه الاخر لها كفنانة مثقفة ومطلعة على الادب العالمى، وانها كانت تدرس بقسم النقد المسرحى فى اكاديمية الفنون ولكن اقنعها المخرج زكى طليمات الذى كان يعد أحد رواد المسرح العربى بالتحويل لقسم تمثيل.
وتضحك درة وهى تقول بأن العمل سيكون فرصة بالنسبة لها لتتواجد فى الفترة الزمنية التى كانت تحلم بالعيش فيها.
وتضيف درة أنها فى مجملها شخصية ثرية والى جانب ثقافتها وكونها ممثلة معروفة بصفات الانوثة والجمال والاناقة، وقالت إن كل هذا قد استفزها كممثلة للموافقة على القيام بدورها فى المسلسل، مؤكدة أن العمل سيقدم الكثير من الجوانب الخفية حول هذه الشخصية، مثل المعاناة التى تحملتها بعد موت المشير، وكيف عاشت حياتها بعيدا عن الأضواء.
وتستدرك قائلة: بس انا بطالب الجمهور أن يتعامل مع المسلسل باعتباره عملا فنيا، وليس فيلما وثائقيا، لاننا هنا نقدم وقائع تاريخية.. سنحاول تقديمها بالصورة الحقيقية لكل شخصية ولن نقدم ملائكة او شياطين سنقدم بشرا لهم مزاياهم وعيوبهم، ومنها اخلاص عامر وحبه لعبدعبدالناصر وقوة شخصية برلنتى عبدالحميد وتمسكها بالمشير».
كذلك طالبت درة المشاهدين بالاستمتاع بالعمل دون ان يكونوا متحفزين له بناء على توجهاتهم السياسية، فهو اولا واخيرا مسلسل وليس كتابا للتاريخ، مؤكدة أن العمل سيكون مبنيا على وثائق، ووجهات نظر كثيرة، وليس وجهة نظر واحدة.
وعن كيفية استعدادها لتقمص الشخصية قالت انها ما زالت فى مرحلة التحضير وجمع المعلومات، وأنها شاهدت جميع افلامها، كما شاهدت اللقاءات المسجلة مع برلنتى عبدالحميد، وتسعى للقاء ابنها الدكتور عمرو للتعرف منه على جوانب أخرى فى حياتها الخاصة، علاقتها بأبنائها، وطريقة كلامها.
فيما أكدت درة أنها لن تلجأ لتقليد برلنتى بل ستسعى لتقمص روح الشخصية التى تتلمسها فى كل ما جمعته عنها. مشيرة إلى انها ستبدأ التصوير فى شهر مارس القادم.
وعن اهم مشاهدها فى العمل قالت درة ان أغلب مشاهدها مع الفنان باسم سمرة الذى سيجسد دور المشير، وأنها لن تقابل الفنان جمال سليمان، الذى يجسد دور عبدالناصر، الا فى مشهد واحد تقريبا، وذلك لأن التاريخ يؤكد أن برلنتى لم تلتق الرئيس سوى مرات قليلة.
يذكر ان مسلسل «صديق العمر» يكتبه محمد ناير، ويعتمد فيه على سيناريو ومعلومات جمعها الراحل ممدوح الليثى فى الفيلم الذى كان من المفترض تقديمه بعنوان «المشير والرئيس»، ويخرجه عثمان ابولبن ومن المقرر عرضه فى شهر رمضان القادم.